فصل: مناسبة الآية لما قبلها:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وهذه المحاورة بين الملائكة وسارة امرأة إبراهيم وقعَ مثلها بينهم وبين إبراهيم كما قُصّ في سورة الحجر، فحُكي هنا ما دار بينهم وبين سارة، وحكي هناك ما دار بينهم وبين إبراهيم والمَقام واحد، والحالة واحدة كما بُيّن في سورة هود (72) {قالت يا ويلتى ءالِدُ وأنا عجوز وهذا بعلي شيخًا إنّ هذا لشيء عجيب}. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال مجد الدين الفيروزابادي:
بصيرة في الإضافة:
هى لغةً: الإِمالة.
فإِنَّ أَصل الضَّيف المَيْل؛ تقول: ضِفْت إِلى كذا، وأَضفت كذا إِلىّ، وضافت الشمسُ للغروب، وتضيّفَت، وضاف السّهمُ عن الهَدَف، وتضيّف.
والضَّيف: مَن مَال إِليك؛ نُزُولًا بك.
وصارت الضِّيَافَةُ متعارَفة في القِرَى؛ لأَنَّ كلّ أَحد يميل إِليه غالبًا.
والضَّيف في الأَصل مصدر؛ ولذلك استوى فيه الواحد والجمع في عامّة كلامهم.
وقد يقال: أَضياف.
وضُيوف، وضِيفان.
وقد يقال: استضفت فلانًا فأَضافنى.
وقد ضِفته ضَيْفًا، أي صرت ضيفًا له.
ويستعمل الإِضافة عند النَّحاة في اسم مجرور يُضَمّ إِليه اسم قبله.
وقيل: الإِضافة في كلام العرب على عشرة أَنواع.
الأَوّل: إِضافة البعض إلى الكلّ، كماءِ النَّهر وماءِ البحر.
الثانى: إِضافة السّبب؛ كآلة الخيَّاط، وأَداة الحياكة.
الثالث: إِضافة المِلْك؛ كدار زيد، وعبد عمرو.
الرّابع: إِضافة النَّسب، كابن جعفر، وابن بكر.
الخامس: إِضافة الشركة؛ كزوجة زيد وقرين عمرو.
السادس: إِضافة الجزءِ، نحو يده ورجله.
السّابع: إضافة الصّفة؛ نحو عِلمه وقدرته.
الثَّامن: إِضافة العمل إِلى العامل؛ نحو صلاته، وصيامه.
التَّاسع: إِضافةُ المُكْنةِ والقُدْرَةِ: {عِبَادًا لَّنَآ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ}.
العاشر: إِضافة التخصيص: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ}.
وقد أَضاف الله- عزَّ وجلّ- إِلى نفسه في القرآن والسنَّة عشرين شيئًا على سبيل التشريف والتبجيل: كلماتُ القرآن: {مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} العرش المجيد: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ}.
محمّد المصطفى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ}.
كلمة الحمد: الحَمْدُ لِلهِ.
كلمات التحيّات: (التَّحِيَّاتُ للهِ).
شهر رجب: رجب شهر الله.
النِّعمة والمِنَّة على الخَلْق {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللَّهِ} ناقة صالح: {نَاقَةَ اللَّهِ}.
المساجد: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ}.
دين الإِسلام {أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ}.
الكعبة المعظَّمة.
{وَطَهِّرْ بَيْتِيَ}.
الاسم الشَّريف: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ} الرّوح المطهَّر: {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي}.
خِلْقَة الخَلْق على ملَّة التوحيد: {فِطْرَتَ اللَّهِ}.
عَلاَمة الإِيمان على المؤمنين: {صِبْغَةَ اللَّهِ} صوم رمضان: الصّوم لى.
عيسى بن مريم: {وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ}.
مُلْك الأَرض والسّماءِ: {لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}.
الأَمر والخَلق: {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ}، {أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ}.
العشرون: العباد المطيعون والعصاة: {ياعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ}، و{وَعِبَادُ الرَّحْمَانِ} {فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي}. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

.قال ابن القيم:

يقول سبحانه: {هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون فراغ إلى اهله فجاء بعجل سمين فقربه إليهم قال ألا تأكلون} الذاريات 23 27
ففي هذا الثناء على إبراهيم من وجوه متعددة:
أحدها انه وصف ضيفه بأنهم مكرمون وهذا على أحد القولين انه اكرام إبراهيم لهم انهم المكرمون عند الله ولا تنافي بين القولين فالاية تدل على المعنيين.
الثاني قوله تعالى: {إذ دخلوا عليه} فلم يذكر استئذانهم ففي هذا دليل على انه كان قد عرف بإكرام الضيفان واعتياد قراهم فبقي منزله مضيفة مطروقا لمن ورده لا يحتاج إلى الاستئذان بل استئذان الداخل دخوله وهذا غاية ما يكون من الكرم الثالث قوله لهم {سلام} بالرفع وهم سلموا عليه بالنصب والسلام بالرفع اكمل فإنه يدل على الجملة الاسمية الدالة على الثبوت والتجدد والمنصوب يدل على الفعلية الدالة على الحدوث والتجدد فإبراهيم حياهم احسن من تحيتهم فإن قولهم {سلاما} يدل على سلمنا سلاما وقوله: {سلام} أي سلام عليكم.
الرابع انه حذف من قوله: {قوم منكرون} فإنه لما انكرهم ولم يعرفهم احتشم من مواجهتهم بلفظ ينفر الضيف لو قال انتم قوم منكرون فحذف المبتدأ هنا من ألطف الكلام.
الخامس انه بنى الفعل للمفعول وحذف فاعله فقال: {منكرون} ولم يقل أني انكركم وهو احسن في هذا المقام وابعد من التنفير والمواجهة بالخشونة.
السادس انه راغ إلى اهله ليجيئهم بنزلهم والروغان هو الذهاب في اختفاء بحيث لا يكاد يشعر به الضيف وهذا من كرم رب المنزل المضيف أن يذهب في اختفاء بحيث لا يشعر به الضيف فيشق عليه ويستحي فلا يشعر به إلا وقد جاءه بالطعام بخلاف من يسمع ضيفه ويقول له أو لمن حضر مكانكم حتى آتيكم بالطعام ونحو ذلك مما يوجب حياء الضيف واحتشامه.
السابع انه ذهب إلى اهله فجاء بالضيافة فدل على أن ذلك كان معدا عندهم مهيئا للضيفان ولم يحتج أن يذهب إلى غيرهم من جيرانه أو غيرهم فيشتريه أو يستقرضه.
الثامن قوله تعالى: {فجاء بعجل سمين} دل على خدمته للضيف بنفسه ولم يقل فأمر لهم بل هو الذي ذهب وجاء به بنفسه ولم يبعثه مع خادمه وهذا ابلغ في اكرام الضيف.
التاسع انه جاء بعجل كامل ولم يأت ببضعة منه وهذا من تمام كرمه.
العاشر انه سمين لا هزيل ومعلوم أن ذلك من أفخر اموالهم ومثله يتخذ للاقتناء والتربية فآثر به ضيفانه.
الحادي عشر انه قربه اليهم بنفسه ولم يأمر خادمه بذلك.
الثاني عشر انه قربه ولم يقربهم اليه وهذا ابلغ في الكرامة أن يجلس الضيف ثم يقرب الطعام اليه ويحمله إلى حضرته ولا يضع الطعام في ناحية ثم يأمر الضيف بأن يتقرب اليه.
الثالث عشر انه قال: {ألا تأكلون} وهذا عرض وتلطف في القول وهو احسن من قوله كلوا أو مدوا ايديكم وهذا مما يعلم الناس بعقولهم حسنه ولطفه ولهذا يقولون بسم الله أو ألا تتصدق أو إلا تجبر ونحو ذلك.
الرابع عشر انه إنما عرض عليهم الاكل لانه رآهم لا يأكلون ولم يكن ضيوفه يحتاجون معه إلى الآذن في الاكل بل كان إذا قدم اليهم الطعام اكلوا وهؤلاء الضيوف لما امتنعوا من الاكل قال لهم {ألا تأكلون} ولهذا اوجس منهم خيفة أي احسها واضمرها في نفسه ولم يبدها لهم وهو الوجه.
الخامس عشر فإنهم لما امتنعوا من آكل طعامه خاف منهم ولم يظهر لهم ذلك فلما علمت الملائكة منه ذلك قالوا لا تخف وبشروه بالغلام.
فقد جمعت هذه الاية اداب الضيافة التي هي اشرف الآداب وما عداها من التكلفات التي هي تخلف وتكلف إنما هي من اوضاع الناس وعوائدهم وكفى بهذه الاداب شرفا وفخرا فصلى الله على نبينا وعلى إبراهيم وعلى آلهما وعلى سائر النبيين.
وقد شهد الله سبحانه بأنه وفى ما أمر به فقال تعالى: {أم لم ينبأ بما في صحف موسى وابراهيم الذي وفى النجم} 36 37
قال ابن عباس رضي الله عنهما وفي جميع شرائع الإسلام ووفى ما أمر به من تبليغ الرسالة.
وقال تعالى: {واذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال أني جاعلك للناس اماما البقرة} 124 فلما أتم ما أمر به من الكلمات جعله الله اماما للخلائق يأتمون به.
وكان كما قيل قلبه للرحمن وولده للقربان وبدنه للنيران وماله للضيفان.
ولما اتخذه ربه خليلا والخلة هي كمال المحبة وهي مرتبة لا تقبل المشاركة والمزاحمة وكان قد سأل ربه أن يهب له ولدا صالحا فوهب له اسماعيل فأخذ هذا الولد شعبة من قلبه فغار الخليل على قلب خليله أن يكون فيه مكان لغيره فامتحنه بذبحه ليظهر سر الخلة في تقديمه محبة خليله على محبة ولده فلما استسلم لأمر ربه وعزم على فعله وظهر سلطان الخلة في الاقدام على ذبح الولد ايثارا لمحبة خليله على محبته نسخ الله ذلك عنه وفداه بالذبح العظيم لأن المصلحة في الذبح كانت ناشئة من العزم وتوطين النفس على ما أمر به فلما حصلت هذه المصلحة عاد الذبح مفسدة فنسخ في حقه فصارت الذبائح والقرابين من الهدايا والضحايا سنة في اتباعه إلى يوم القيامة.
وهو الذي فتح للأمة باب مناظرة المشركين واهل الباطل وكسر حججهم وقد ذكر الله سبحانه مناظراته في القرآن مع امام المعطلين ومناظرته مع قومه المشركين وكسر حجج الطائفتين بأحسن مناظرة واقربها إلى الفهم وحصول العلم.
قال تعالى: {وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء} (الأنعام 83)قال زيد بن أسلم وغيره بالحجة والعلم. اهـ.

.قال الشنقيطي:

قوله تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حديث ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ}.
لا يخفى ما بين هذا النعت ومنعوته من التنافي في الظاهر لأن النعت صيغة جمع والمنعوت لفظ مفرد.
والجواب أن لفظة الضيف تطلق على الواحد والجمع لأن أصلها مصدر ضاف فنقلت من المصدرية إلى الاسمية كما تقدم في سورة البقرة. اهـ.

.تفسير الآيات (31- 37):

قوله تعالى: {قال فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (31) قالوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (32) لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ (33) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ (34) فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (36) وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (37)}.

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما كان الخليل عليه السلام أعلم أهل زمانه بالأمور الإلهية، علم أن اجتماع الملائكة على تلك الهيئة التي يراهم فيها ليس لهذه البشارة فقط، فلذلك استأنف تعالى الجواب لمن كان كأنه قال: ما كان من حاله وحالهم بعد هذا؟ بقوله: {قال} أي قال مسببًا عما رأى من حالهم: {فما خطبكم} أي خبركم العظيم {أيها المرسلون} أي لأمر عظيم {قالوا} قاطعين بالتأكيد بأن مضمون خبرهم حتم لابد منه، ولا مدخل للشفاعة فيه: {إنا أرسلنا} أي بإرسال من تعلم {إلى قوم مجرمين} أي هم في غاية القوة على ما يحاولونه وقد صرفوا ما أنعم الله به عليهم من القوة في قطع ما يحق وصله ووصل ما يحق قطعه {لنرسل عليهم} أي من السماء التي فيها ما وعد العباد به وتوعدوا {حجارة من طين} أي مهيأ للاحتراق والإحراق {مسومة} أي معلمة بعلامة العذاب المخصوص.
ولما كان قد رأوا اهتمامه بالعلم بخبرهم خشية من أن يكونوا أرسلوا لعذاب أحد يعز عليه أمره، أمنوا خوفه بوصف الإحسان فقالوا: {عند ربك} أي المحسن إليك بهذه البشارة وغيرها {للمسرفين} أي المتجاوزين للحدود غير قانعين بما أبيح لهم.
ولما كان من المعلوم أن القوم يكونون تارة في مدر وتارة في شعر، وعلم من الآيات السالفة أن العذاب مختص بذوي الإسراف، سبب عن ذلك مفصلًا لخبرهم قوله تعالى معلمًا أنهم في مدر: {فأخرجنا} بما لنا من العظمة بعد أن ذهبت رسلنا إليهم ووقعت بينهم وبين لوط عليهم السلام محاولات معروفة لم تدع الحال هنا إلى ذكرها، والملائكة سبب عذابهم، وأهل القرية المحاولون في أمرهم لا يعرفون ذلك، وهذه العبارة إن كانت إخبارًا لنا كانت خبرًا عما وقع لنعتبر به، وإن كانت لإبراهيم عليه السلام كان معناها أن الحكم الأعظم وقع بإخراجهم بشارة له بنجاتهم {من كان فيها} أي قرأها.
ولما كان القلب عماد البدن الذي به صلاحه أو فساده، فكان عمله أفضل الأعمال أنه به يكون استسلام الأعضاء أو جماحها، بدأ به فقال: {من المؤمنين} أي المصدقين بقلوبهم لأنا لا نسويهم بالمجرمين فخلصناهم من العذاب على قلتهم وضعفهم وقوة المخالفين وكثرتهم، وسبب عن التعبس والستر والتعرض للظواهر والبواطن قوله: {فما وجدنا} أسند الأمر إليه تشريفًا لرسله إعلامًا بأن فعلهم فعله {فيها غير بيت} واحد وهو بيت لوط ابن أخي إبراهيم عليه السلام، وقيل: كان عدة الناجين منهم ثلاثة عشر، ولما كان الإسلام قد تطلق على الظاهر فقط وإن كان المراد هنا الأخص أخره فقال: {من المسلمين} أي العريقين في الإسلام الظاهر والباطن لله من غير اعتراض أصلًا وهم إبراهيم وآله عليهم السلام فإنهم أول من وجد منه الإسلام الأتم، وتسموا به كما مضى في البقرة وسموا به أتباعهم، فكان هذا البيت الواحد صادقًا عليه الإيمان الذي هو التصديق والإسلام الذي هو الانقياد، قال البغوي: وصفهم الله تعالى بالإيمان والإسلام جميعًا لأنه ما آمن مؤمن إلا وهو مسلم.
يعني لما بينها من التلازم وإن اختلف المفهومان، وقال الأصبهاني: وقيل: كان لوط وأهل بيته الذين نجوا ثلاثة عشر.
ولما وكان إبقاء آثار المهلكين أدل على قدرة من أهلكهم قال: {وتركنا} أي بما لنا من العظمة {فيها} أي تلك القرى بما أوقعنا بها من العذاب الذي كان مبدؤه أنسب شيء بفعل الذاريات من السحاب فإنا قلعنا قراهم كلها وصعدت في الجو كالغمام إلى عنان السماء ولم يشعر أحد من أهلها بشيء من ذلك ثم قلبت وأتبعت الحجارة ثم خسف بها وغمرت بالماء الذي لا يشبه شيئًا من مياه الأرض كما أن خباثتهم لم تشبه خباثة أحد ممن تقدمهم من أهل الأرض {آية} أي علامة عظيمة على قدرتنا على ما نريد {للذين يخافون} كما تقدم آخر ق أنهم المقصودون في الحقيقة بالإنذار لأنهم المنتفعون به دون من قسا قلبه ولم يعتبر {العذاب الأليم} أي أن يحل بهم كما حل بهذه القرى في الدنيا من رفع الملائكة لهم في الهواء الذاري إلى عنان السماء وقلبهم وإتباعهم الحجارة المحرقة، وغمرهم بالماء المناسب لفعلهم بنتنه وعدم نفعه، وما ادخر لهم في الآخرة أعظم. اهـ.